1- سورة الكوثر سورة (مكية / مدنية) أى نزلت مرتين مرة فى مكة (قبل الهجرة) ومرة فى المدينة.
2- يسبقها فى ترتيب المصحف سورة الماعون ويليها سورة الكافرون.
3- عدد آياتها ثلاث آيات.
4- عدد كلماتها عشر كلمات.
5- عدد حروفها اثنان وأربعون حرفاً (برسم المصحف) وثلاثة وأربعون حرفاً بالرسم الإملائى.
6- موضوعها هو الانتصار للنبى - صلى الله عليه وسلم- .
وأرجو التأكيد على مسألة مهمة ألا وهى أن كل شئ مكتوب ذو قيمة كبيرة فى البحث ويستفاد منه فى مواضع عدة مستقبلية. كما أننى سأحاول - قدر ما ييسر الله لى - أن أركز وأختصر حتى لا يتشتت الموضوع ، ذلك أننى قد اكتشفت شيئاً عجيباً من خلال دراستى لهذه السورة لعدة شهور ألا وهو أن من إعجاز القرآن الكريم أنه سيعجزنا أن نتعرف على كل وجوه إعجازه ، فلو ظللت أتحدث طوال عمرى وأستنبط ما فى هذه السورة من حكم وعجائب وإعجازات لفنى عمرى وما بلغت من هذا إلا الشئ اليسير.
==========
العنصر الثالث يقول : (3- عدد آياتها ثلاث آيات) ويستفاد من هذا أن القرآن الكريم ليس بشعر (لماذا؟ وما فائدة هذا؟)
شعر العرب يأتى على وزن (معروف) وقافية وله تفعيلات معروفة لديهم وجاءت هذه السورة على ثلاث آيات لتؤكد أن القرآن ليس بشعر ولا من نسيج الشعر الذى اعتاد عليه العرب. لأنها :-
1- ليست على وزن أى بحر من بحور الشعر العربى.
2- ولو افترضنا - جدلاً - أنها جاءت على وزن بحر من بحور الشعر العربى ، فكونها ثلاث آيات ينفى كونها شعراً (لماذا؟) لأن القاعدة البلاغية التى عليها الشعراء هى : (أقل الشعر بيتان) وبتطبيق هذه القاعدة لكانت سورة الكوثر بيت ونصف ومعنى هذا أنها ليست شعراً.
س : وما فائدة كون هذه السورة (وبالتالى القرآن كاملاً) ليست شعراً؟
ج : الفائدة منها هو بيان أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس شاعراً ، وبيان نوع جديد من الكلام العربى قد خفى عن أرباب الفصاحة.
ذلك أن العرب كانت تعرف نوعين من الكلام هما:
1- الشعر المنظوم.
2- الكلام المنثور. (النثر).
أما القرآن فجاء على نمط مخالف لكليهما فهو ليس بنثر وليس بشعر بل جاء على شكل جديد ولون جديد من ألوان الكلام لم يعهده العرب. وهذا من أوجه إعجازه عندهم.
وهنا يجب أن أوضح مسألة مهمة ينبغى لمن يتحدث فى الإعجاز القرآنى أن يلم بها جيداً ألا وهى :
أن كلام العرب قبل الإسلام كان ينقسم - من ناحية النظم - إلى نوعين من الكلام لا ثالث لهما :
1- الشعر.
2- النثر.
وكان لكل منهما خواصه المميزة به عن غيره ، ولكن عندما جاء القرآن جاء على نسق ثالث لم يعرفه العرب ولا العالم حتى الآن.
وأعتبر أن ضمن التحدى أنه لو أراد أحد أن يأتى بمثل القرآن فيجب عليه أن يأتينا بكلام جديد على نمط رابع غير القرآن والشعر والنثر.
فالقرآن قد زاد فى جنس الكلام من نوعين إلى ثلاثة أنواع ، كذلك إن من أراد أن يأتى بمثل القرآن فعليه أن يأتى بكلام غير هذه الثلاثة على نمط فريد ومستقل عن كل منهم.
وقد يسألنى سائل ويقول :
أنت قلت أن سورة الكوثر هى أقصر سور القرآن وأنها معجزة فهل أى جزء من القرآن أصغر منها لا يعد معجزة ، فمثلاً لوقلنا (إنا أعطيناك الكوثر(1)) هذه الآية لا تعد بمفردها معجزة؟
وأقول : إن سورة الكوثر هى أقصر سورة وقعت بها المعاجزة ، ولكن ليس معنى هذا أن أى جزء من القرآن لا يعد معجزاً ، بل إن كل كلمة فى القرآن كبرت أو صغرت فإنها معجزة للعرب والعجم وللجن والإنس أن يأتوا بمثلها.
وهذا ليس على مستوى الكلمات فحسب بل ينسحب أيضاً على كل حرف من القرآن.
ولكن هنا يجب التنبيه على مسألة :
حروف اللغة العربية ليست فى ذاتها معجزة.
ولكن كل حرف فى القرآن (فى موضعه) الذى وضعه الله فيه هو معجز بحيث لو حاولنا أن نأتى بأى حرف آخر يحل محله ليقوم بما قام به هذا الحرف ، لما وجد أفضل منه ولا حتى مثله.
وهذا هو معيار الإعجاز.
ومثال على هذا من سورتنا هذه أقول إن كلمة (إنا) ليست فى ذاتها معجزة - أقصد بعيداً عن القرآن - وإلا لأصبحت لغة العرب وجميع كلام الناس معجز ، ولكن موضعها هنا فى هذه السورة هو المعجز فلو حاولنا أن نأتى بأى كلمة أخرى تحل محلها لما وجدنا مثلها فهل مثلاً يمكن أن نضع موضعها إحدى الكلمات الآتية : (إننى - أنا - هو - نحن ..... إلخ)؟
هذا طبعاً لا يجوز ولا يصح ولو حدث لانتفى الإعجاز ذلك أن كلمة (إنا) فى هذا الموضع لها أفضليات كثيرة جداً على كل ما ذكرناه ، وهذا سيكون له أبحاث مستقلة عن كل كلمة ولفظ وحرف فى هذه السورة وسوف نبين إن شاء الله أفضلية كل كلمة من كلمات هذه السورة فى بحث مستقل (كل كلمة لها أبحاث مستقلة أتناولها من عدة وجوه : اعتقادية - فقهية - بلاغية - رقمية - غيبية - تشريعية ..... إلخ) كذلك علاقة الكلمات بعضها ببعض وأسرار الترتيب فيها وعدم جواز تقديم واحدة على الأخرى وهكذا......
وأرجو المعذرة لو شاب كلامى بعض القصور أو العجز عن البيان ، ذلك أننى قد فقدت كثيراً مما كان موجود عندى على الحاسب وما أطرحه الآن هو من ذاكرتى فأسأل الله سبحانه العون والتوفيق.
ونأتى الآن إلى دلالة رقم عشرة والذى يمثل عدد كلمات السورة:
ملاحظة : فى هذه المسألة بعض الأمور التى قد لا تتعلق بالإعجاز ولكن من المفيد ذكرها حتى تكتمل الصورة.
=========
من لطائف سورة الكوثر أنها جاءت مكونة من عشر كلمات ، ونشير هنا إلى أن القرآن، قد أعجز المشركين أن يأتوا مثله ، فلما عجزوا ، طالبهم أن يأتوا بعشر سور منه أو من مثله وأن يستعينوا بالإنس والجن ، فلم يستطيعوا ، ثم أرخى لهم حب التحدى على غاربه حتى طالبهم أن يأتوا بسورة مثله وأن يدعوا من استطاعوا من شركائهم من دون الله فعجزوا.
ثم تأتى هذه السورة منظومة من عشر كلمات ، وكأن الله قد ابدل هذه المعاجزة بسورة مكونة من عشر كلمات يعنى كل سورة من السور العشر استبدلها - فى التحدى - بكلمة واحدة من كلمات هذه السورة. مما يشير إلى ان السورة قد جاءت مكتملة العناصر والأركان ومكتملة بعناصر التحدى والإعجاز.
دلالة الرقم عشرة فى السورة مع نفس الرقم فى باقى القرآن
وإذا استعرضنا رقم عشرة فى القرآن فنجده يعبر عن الكمال أو التمام أو التزكية ، وهو (لاحظ) مذكور فى تسعة مواضع جميعها تشير إلى المعانى التى ذكرناها من الكمال والتمام والتزكية وهذا تفصيلها :-
1- الموضع الأول : فى سورة البقرة:
قال تعالى : (وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ) [البقرة : 196]
2- الموضع الثانى : فى سورة البقرة أيضاً :
قال تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ) [البقرة : 234]
فبالأيام العشر اكتملت عدة من مات عنها زوجها.
3- الموضع الثالث : فى سورة المائدة :
قال تعالى : (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ ) [المائدة : 89]
فلا تتم كفارة اليمين إلا بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم.
4- الموضع الرابع : فى سورة الأنعام :
قال تعالى : (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) [الأنعام : 160]
وهذا تمام الثواب من الله سبحانه.
5- الموضع الخامس :فى سورة الأعراف:
قال تعالى : (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) [الأعراف 142]
فلم يتم الميقات إلا بالليالى العشر.
6- الموضع السادس : فى سورة هود:
قال تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13)) [هود : 13]
7- الموضع السابع : فى سورة القصص:
قال تعالى : (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ) [القصص : 27]
8- الموضع الثامن : فى سورة طه :
قال تعالى : (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103)) [طه : 102 -103]
وهذا أقصى ما وسعهم أن يدركوه لفترة مكثهم فى الحياة الدنيا. عشرة على الأكثر.
9- الموضع التاسع : فى سورة الفجر:
قال تعالى : (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) ) [الفجر : 1 - 2]
فهذه المواضع جميعاً تشير إلى التمام أو الكمال أو التزكيةوالأفضلية عند ذكر الرقم عشرة.
(ولاحظ أيضا الآتى)
10- الموضع العاشر : فى سورة سبأ:
وفى هذا الموضع نجد مقلوب الرقم عشرة (المعشار) وقد جاء وفيه دلالة على الذم.
قال تعالى : (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ ) [سبأ : 45]
وللحديث عن رقم عشرة بقية ........
ولا يزال حديثنا موصولاً عن الرقم عشرة فى سورة الكوثر.
وسأتناول الآن ثلاث نقاط :
======
الأولى : إذا فتحت المصحف الشريف على سورة الكوثر وعددت الحروف التى تسبق كلمة الكوثر وجدتا تسعة حروف (إنا) 3 + (أعطينك) 6 = 9 حروف بينما أول حرف فى كلمة الكوثر ترتيبه فى السورة هو رقم 10.
ولماذا الكلمة الثالثة بصفة خاصة ؟
لأن كلمة (الكوثر) مشتقة من الكثرة.
وقد عبر هذا الترتيب عن لطيفة رائعة جداً فى هذه السورة.
==========
الثانية : على موقع رابطة الأدب الإسلامى العالمية :
http://www.adabislami.org/Arabic/Bo...28200515&page=2
هناك مقال جميل جداً عن بعض النواحى الإعجازية فى هذه السورة ، للكاتب محمد محمود كالو ، وجدت أنها قد وافقت بعضاً مما لاحظته نتيجة تأملى فى هذه السورة المعجزة وسأنقل هنا بعضاً من هذا المقال بينما أستفيد بباقيه الآخر فى موضعه :
يقول - حفظه الله - (( من إعجاز سورة الكوثر...
)إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر(
هي عشر كلمات...فقط..ولكنها كادت أن تحتوي اللغة العربية كلها...هنا موطن الإعجاز..
كلمات السورة 10 كلمات....
الآية الأولى مؤلفة من 10 حروف غير المكررة ا- ن- ع- ط- ي- ك- ل- و- ث- ر).
الآية الثانية...مؤلفة من 10 حروف أيضاً: ( ف- ص- ل- ر- ب- ك- و- ا- ن- ح ).
الآية الثالثة...مؤلفة من 10 حروف أيضاً: ( ا- ن- ش- ك- هـ- و- ل- ب- ت- ر).
ونختم هذه العشريات....بالإشارة إلى أن عدد الحروف التي لم تتكرر إلا مرة واحدة هي أيضاً 10 حروف: ( ع- ط- ي- ث- ف- ص- ح- ش- هـ- ت ).
هل هي الصدفة ؟ ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمياً ؟ )) انتهى.
============
الثالثة : س : لماذا رقم عشرة بصفة خاصة؟
ج : عند العرب وفى علم مصطلح الحديث رقم عشرة هو أول جموع الكثرة ، وهو أول حد المتواتر ، فما دونه آحاد أو مشهور ، بينما عشرة فما فوق فهو يعبر عن الكثرة والتواتر.
وكأن الله سبحانه قد أنزل علينا سورة واحدة قصيرة ولكنها مكتملة العناصر والأركان وهى بمفردها كثيرة وتعبر عن الكثرة.
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر