1
الكاتب : الحافظ السخاوي
باب إكرام السلف لأهل البيت من الصحابة والمُقتفين طريقهم في الإصابة
عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر رضي الله عنه ، قال عليٍّ رضي الله عنه : (( والذي نفسي بيده ، لقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أنْ أَصِل من قرابتي )) .
أخرجه البخاري في غزوة خيبر من (( المغازي )) ، وغيرها من (( صحيحة )) .
وهذا ما قاله أبو بكر رضي الله عنه على سبيل الاعتذار عن منْعِهِ لفاطمة رضي الله عنها ما طلبتْهُ ، من تَرِكة النبي صلى الله عليه وسلم .
وعن عمر بن الخطاب ، أنه قال للعباس رضي الله عنهما : (( والله لإسلامك يوم أسلمتَ ، كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ إسلام الخطاب ))
وعن الليث بن سعد ، عن أبي الأسود محمد ، عن عُروة بن الزبير قال : ذهب عبد الله بن الزُّبير رضي الله عنهما مع أُناسٍ من بني زُهرةَ إلى عائشة رضي الله عنها ، وكانت أرق شيءٍ عليهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
علّقهُ البخاري في (( مناقب قريش )) من (( صحيحة )) ، ووصلَهُ بعدَهُ سواء ، لكن بدون القَصْدِ منْهُ هنا .
فقال : حدّثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا الليث ، حدثني أبو الأسود ، عن عُروة بن الزُّبير ، قال : كان عبد الله بن الزُّبير رضي الله عنهما أحبَّ البشَر إلى عائشة رضي الله عنها بعدَ النّبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه ، وكان أبرَّ الناس بها ، وكانت لا تُمسك شيئاً مما جاءها من رزق الله ، إلا تصدَّقت .
فقال ابن الزبير : ينبغي أن يُؤخذ على يديها .
فقالت : أيؤخذُ على يدي ؟! عليَّ نذرٌ إنْ كلّمتُهُ . فاستشفع لها برجالٍ من قريش ، وبأخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصَّةً ، فامتنعت .
فقال له الزُّهريون أخوال النبي صلى الله عليه وسلم – منهم عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث ، والمِسوَر بن مخرمة - : إذا استأذنَّا فاقتحم الباب . ففعل .
فأرسل إليها بعشر رقابٍ ، فأعتقتهم . ثم لم تزَل تُعتِقُهم حتى بلغت أربعين .
وقالت وَدِدتُ أني جَعلتُ – حين حلفتُ – عَملاً أَعملهُ ، فأفرُغَ منه .
وقال رَزين بن عبيد : كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما ، فأتى زين العابدين عليُّ بن الحسين ، فقال له ابن عباس رضي الله عنهما : مرحّباً بالحبيب بن الحبيب .
وعن الشعبي قال : صلى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة ، ثم قُرّبت له بَغْلَتُهُ ليركبها فجاء عباس رضي الله عنه فأخذ بركابه .
فقال زيد : خلّ عنه يا بن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال : هكذا نفعلُ بالعُلماء .
فقبّلَ زيدٌ يد ابن عباس رضي الله عنهما ، وقال : هكذا أُمرنا أن نفعلَ بأهلِ بيت نبينا صلى الله عليه وسلم .
وعن عبد الله بن حسن بن حسن قال : أتيتُ عمر بن عبد العزيز رحمه الله في حاجةٍ لي ، فقال لي : إذا كانت لك حاجةٌ فأرسل إليَّ ، أو اكتُب بها . فإني أستحي من الله أن يراك على بابي .
وعن أبي بكر بن عياش رحمه الله ، قال لو أتاني أبو بكر وعمر وعليٌّ رضي الله عنهم ، لبدأت بحاجة علي قَبْلهُما ، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولأنْ أَخرِرَّ من السماء إلى الأرض ، أحبُّ إليّ من أن أقدمه عليهما .
أورد الثلاثة القاضي عياض في (( الشفا )) .
وأشار إلى أولها عبد البر في (( جامع العلم له )) .
فإنه قال : وروينا من وجوه عن الشعبي قال : صلّى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة ، ثم قُربت له بغْلتُهُ ليركبها ، فجاء ابن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه .
فقال له زيد : خلّ عنه يابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال : هكذا نفعلُ بالعُلماء والُكبراء .
قال ابن عبد البر رحمه الله : وزاد بعضُهم في هذا الحديث ، أن زيد بن ثابت كافأ ابن عباس رضي الله عنهما على أخذه بركابه ، أن قبّل يده ، وقال : هكذا أُمرنا أن نفعلَ بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم .
قال : وهذه الزيادة من أهلِ العلم مَنْ ينكرها ، والجنازةُ كانت جنازة أُمِّ ثابت ، صلّى عليها زيدٌ وكبّر أربعاً ، وأخذ ابن عباس رضي الله عنهما بركابه يومئذٍ ، انتهى .
ونحو ثانيها : ما ثبت من حديث يعْلى بن حكيم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : إنْ كان ليَبلغني الحديث عن الرجل – يعني من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - ، فآتيه وهو قائلٌ ، فأتوسَّدُ ردائي على بابه ، فتَسفي الرّيحُ على وجهي التراب ، فيخرج فيراني .
فيقول يا ابن عم رسول صلى الله عليه وسلم ، ما جاء بك ؟ ، ألا أرسلت إليَّ فآتيك . فأقول : لا أنا أحقُّ أن آتيك... ، وذكر القصة .
وقالت فاطمة ابنة عليّ بن أبي طالب : دخلتُ على عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة ، فأخرج مَنْ عندهُ وقال : يا ابنة عليٍّ ، والله ما على ظَهْرِ الأرض أهل بيتٍ أحَبُّ إليَّ منكُم ، ولأنتم أحبُّ إليَّ من أهل بيتي .
وحكى صاحب (( المُجالسة )) أن أبا عثمان النَّهدي رحمه الله – وكان من ساكني الكوفة – لما قُتل الحُسين بن علي رضي الله عنهما تحوَّل إلى البصرة ، وقال : لا أسكنُ بلداً قُتلَ فيه ابن بنت النبي الله صلى الله عليه وسلم .
وعند القاضي عياض ، أنَّ مالكاً رحمه الله لمّا تعرَّضَ له جعفر بن سليمان والي المدينة ونال منه ، وحُملَ مغشيَاً عليه .
دَخلَ عليه الناس فأفاق ، فقال : أُشهدكُم أني قد جعلتُ ضاربي في حِلٍّ . فسُئل بعد ذلك ؟
فقال : خِفتُ أن أموتَ فألقى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسْتحي منهُ أن يدخل بعضُ آله النار بسببي .
وقيل : إنّ المنصور أقادَهُ من جعفر ، فقال له مالك رحمه الله : أعوذُ بالله ، والله ما ارتفعَ سوطٌ عن جسمي ، إلا وقد جعلتُهُ في حلٍّ لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وروينا عن أحمد بن حنبل رحمه الله ، أنه كان يُلامُ في تقْريبه لعبد الرحمن بن صالح لشيعيته ، فيقول : سبحان الله ، رجلٌ أحبّ قوماً من أهل بيت النبيّ ، وهو ثقة .
وفي (( الجامع )) للخطيب من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : رأيت أبي إذا جاءه الشيخ والحدث من قريش ، أو غيرهم من الأشراف ، لا يخرُجُ من باب المسجد حتى يُخرجهم ، فيتقدّمونهُ ، ثمَّ يخرجُ بعدهُم .
ومن طريق العباس بن يوسف مولى بني هاشم ، عن أبي يزيد أحمد بن روح القرشي قال : كنا عند أحمد بن المُعذَل ، إذ دخلَ محمد بن سليمان الهاشمي ، فقام إليه ابنُ المُعدّل ، فقال له الهاشمي : علي مكانك يا أبا الفضل . فأنشأ ابن المُعذّل يقول :
أقوم إليه إذا بدا لي وأكرمُهُ وأمنحُهُ السّلاما
فلا تعجب لإسراعي إليه فإنَ لمثْله ذُخر القياما
وفي (( المجالسة )) من طريق المدائني ، قال : بينما محمد بن علي بن الحُسين في فناء الكعبة ، أتاه أعرابيٌّ فقال له : هل رأيت الله حين عبدتَهُ ؟ فأطرق وأطرق من كان حوله ، ثم رفع رأسهُ إليه .
فقال : ما كنتُ أعبدُ شيئاً لم أرَهُ .
فقال : وكيف رأيتَهُ ؟
الجمعة 7 أبريل - 7:20 من طرف د أسامة الدمشقي
» نظم عدد سور القرآن الكريم
الخميس 9 فبراير - 21:18 من طرف أحمد سالم السباعي
» للتحميل كتاب بنو هاشم الجزء الأول
الإثنين 27 سبتمبر - 11:31 من طرف alhasani
» زعب الجزيرة العربية من سليم و ليست من محارب
الإثنين 6 أبريل - 10:21 من طرف جعفر الطالبي
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:43 من طرف خالد شرف الدين
» التأكد من صحه النسب
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف خالد شرف الدين
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:19 من طرف إسلام حسن زكي
» البحث عن النسب
الجمعة 18 أكتوبر - 23:16 من طرف إسلام حسن زكي
» وثائق ثبوت ولاده محمد التقي( المهدي) للامام الحسن العسكري( من المشجر الكشاف للنجفي
الجمعة 18 أكتوبر - 23:12 من طرف إسلام حسن زكي
» بحث عن المهدي
الجمعة 19 يوليو - 14:11 من طرف علي بابكر